أكيد أكيد أكيد - بقلم الكاتب عفيف مكحل

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

15-11-2014

أكيد أكيد أكيد - بقلم الكاتب عفيف مكحل

أكيد.. أكيد.. أكيد ...!

بالأمس القريب أطل علينا الدكتور الحكيم سمير جعجع على شاشات التلفزة ، كعادته، ليلقي علينا محاضراته ويعطينا بعض الحكم والدروس في الوطنية ، التي طالما تساءلنا من أين اكتسبها ، ومن أين جاءته تلك الخبرة ، إضافة إلى بعض تنبؤاته وتوقعاته في مستقبل الحياة السياسية في لبنان والتي على مدار السنين الماضية لم يتحقق أي من تلك التنبؤات وان دلت على شيء فإنها تدل على حجم خبرته ورؤيته التي لا تتجاوز كف يده، ويا حبذا لو أعطانا توقعاته طوال السنة، وليست توقعات متجزأة ، ليبعد عنه شبح الشك بأنه صاحب التوقعات والفعل بنفس الوقت .

الهجوم الشرس هذه المرة على الجنرال ميشال عون وتشكيكه في مصداقية تعاون حزب الله في ترشيحه علناً للرئاسة، وتصوره بأن حزب الله بطريقة ما يحاول أن يكسب ورقة للوصول إلى تسوية مع 14 آذار لمصلحته، تصور غير حكيم يا حكيم... فأنت لم تتمعن جيداً في المشهد السياسي العام ، ومدى التوافق السياسي للجنرال مع حزب الله ، وأنه فعلاً المرشح الوحيد لهم ولا يمكن لحزب الله أن يتلاعب بهكذا توافق، والرهان كان كبيراً من طرف 14 آذار باستغلال هذا المشهد أمام الإعلام .

من له ملف إجرامي بضخامة ملف الحكيم.. سيقول مثل هذا الكلام وأكثر ، كيف لا وهو الذي انقلب على قائده حباً للذات ولانانيته واشتهاءه للسلطة، تلك الصفحات السوداء التي لازمته طوال حياته التي كانت ملوثة دائماً بدم الأبرياء، فهو من فجر كنيسة سيدة النجاة ، وهو من اغتال الرئيس رشيد كرامي وداني شمعون وطوني فرنجية وعائلته ...وغيرهم.
وهنا أسأل الحكيم أي أثمان دفعتها للدفاع عن لبنان ...؟
فأنت من رفعت القبعة للشعب الفلسطيني في غزة لروح نضاله وتنكرت للمقاومة في لبنان
وأنت من استشهدت بالثورة الفرنسية وجعلتها أكثر إنسانيا وتحضراً من المقاومة
وأنتم من ناديت لا للتمديد كشعار لكم ... وكنتم أول من صوت للتمديد
وأنت من استطعت تدوير الزوايا ... طبعاً حسب اتجاهاتك ومصالحك
وأنت من أنكر وجود خطر داعش والآن تدعون جهوزيتكم لمقاومته
أي تناقض هذا..! أليس هذا إقرار بشرعية مقاتلة حزب الله لهم ؟
أكيد أكيد أكيد أنكم ثورة الأرز الحقيقيون وأبناء البطاركة..؟ أم أكيد أكيد أكيد أنك أم الصبي وأهل البيت المسيحي...؟ لا أتصور ، فالأكيد يا حكيم بأنك لست الرئيس الأقوى ... والركض وراء سراب الرئاسة هو حلم لم لن يتحقق... والأكيد بأن الشعب اللبناني لن يصوت لرئيس يرقص هو وزوجته في الملاهي الليلية .

وهنا استذكر أبيات لأبو القاسم الشابي "رحمه الله" حين قال :
عُمُرٌ مَيِّتٌ وقلبٌ خَواءٌ
ودمٌ لا تُثيرُهُ الآلامُ
وحياةٌ تَنامُ في ظُلْمة الوادي
وتنمو في فوقها الأَوهامُ

أقول للحكيم بأنه ليس لك مكان مع العمالقة الشرفاء فقد ولى زمانك .. زمن الغدر والدم ، وجاء زمن المحبة والود والاحترام والعيش المشترك، وأقول لسماحة السيد وللجنرال ، أعانكما الله على هذا البلاء .. فأنتم أكبر من أن تردوا على كلام السفهاء .
فالثقة والاحترام هو السبيل الأمثل لدرء الفتن التي تتربص بنا، والتوافق والعيش المشترك هو السبيل الوحيد للخروج بالبلد من هذا البلاء المستشري في عروقه .