أحذروا أيها اللبنانيون - بقلم الاستاذ عفيف مكحل

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

25-04-2016

أحذروا أيها اللبنانيون - بقلم الاستاذ عفيف مكحل

يا عيب الشوم عليكم ... نعم ... يا عيب الشوم عليكم ...يا عيب الشوم على الإعلام اللبناني الرخيص الذي دخلت دنائته كل بيت لبناني وعربي.
برامج فيها التفسخ والانحلال والإيحاءات الجنسية الشي الكثير، برامج تجاوزت جميع الأعراف الأخلاقية ، حتى لدى الشعوب الأكثر تحرراً وإباحية
ولكن ما الهدف والغاية ؟! فقط لإثارة وجذب الجمهور بأي طريقة رخيصة.

عن جد لبنان بلد الحرية ؟!...
...حرية الاعلام الرخيص وحرية الكلمة البذيئة... حرية متدنية بكل ما للكلمة من معنى، إعلامياً وثقافياً وأخلاقياً.

برامج مليئة بالجهل والاسفاف والاباحية وكله تحت مسمى "الفن" ... قد تختلف عناوينها ولكنها في الشكل والمضمون واحد، ولا تمت للفن بأي صلة .

إن إعتماد المؤسسات الاعلامية وخصوصاً المرئية منها على هذه المستويات السهلة والمبتذلة من أجل التسلية وجذب الجمهور، لا يسيء الى صورة الوسيلة الإعلامية فقط وانما الى أخلاق الناس وكرامتهم وإساءة إلى لبنان ككل، لأن هذه البرامج تدخل كل البيوت دون استئذان.
كما أيضا أن مقدمي البرامج أنفسهم نزلوا إلى مستويات متدنية جداً في أسلوب تقديمهم لتلك البرامج سواء بالكلمة أو بالإيحاء أو باللبس المتعرى او بالنكتة السمجة ... الخ ، وكله على شان زيادة "الريت"
لا... وبيقولوا...أفتخر إنت لبناني
ما شاء الله على هذه المفخرة ...عن جد لازم أفتخر إني لبناني
أفتخرعلى الفشل السياسي ... أوعلى الإقتصاد المتدني... أوعلى الفساد المتفشي في عروق الناس... أو الدعارة... أو السرقات والقتل والاغتصاب ... والقائمة تطول، أو أفتخر على قلة الحياء والإبتذال الاعلامي الهابط

هو ضل شي في البلد يفتخر الواحد علشانه ...

تغنّينا بلبنانيتنا كثيراً بلد الجمال والحضارة الفينيقية، بلد الثقافة والفنون والآداب، بلد القيم والأخلاق ... ولكن للأسف بات لبنان ينظر إليه من زواره على أنه كباريه الشرق ويخال لهم أنه مكان للرقص والدعارة والفسوق.

ألا يكفينا هبوط البلد سياسياً وإقتصادياً، حتى نقضي عليه أخلاقياً، فمثل هذه البرامج تعطي صورة سيئة عن لبنان وتضر بالبلد وبكرامة المواطن أكثر من أي شيء آخر.

أن من أكبر مخاطر الاعلام هو الاعلام المرئي، لأن ما يقدمه يطال الجميع ويؤثر تربوياً على أخلاق الناس وخصوصاً الناشئة منهم، فالتلفزيون أصبح يشارك الأهل والمدرسة في العملية التربوية، وما تبثه من سموم إجتماعية بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا أصبحت مضامين وكأنها واقعية لا بأس بها، كتعاطي المخدرات والقتل والسرقة والاغتصاب... الخ.

هنا لا أتكلم على جميع البرامج، بل المبتذلة منها والتي تستميل الجمهور عبر البرامج الهابطة والذي هو اسلوب الضعيف الخاو من أية إبداعات اعلامية يمكن أن يقدمها لجمهوره، والتنافس الرخيص على تلك البرامج بين المحطات التلفزيونية هي سقطة أخلاقية بحد ذاتها ، وتحتاج إلى وقفة جدّية من القائمين على الاعلام لحماية الفرد والأسرة والمجتمع اللبناني بكل طوائفه، تبدأ بالاعلاميين أنفسهم من خلال تقديم برامج ترتقي بالذوق العام لتنهض بالمجتمع وتحفظ أخلاق أجياله وتقدم صورة مشرّفة لأبنائه ولبلده، ومن ثم المؤسسات الاعلامية التي عليها إلتزام إحترام القيم والمبادىء العامة للشعب اللبناني مهما كان إنتماؤه، في الابتعاد عن تقديم مثل هذه البرامج التي تقدم أساءة للبنان وللشعب اللبناني .
وعلى الدولة أيضاً أن تفرض على جميع مؤسسات الاعلام قانون الرقابة الذاتية على ما تقدمه من برامج، وتحاسب عليه ضمن إطار القانون، للحؤول دون تقديم مثل هذه التفاهات تحت ذريعة الحرية ... فالحرية يجب أن تكون حرية مسؤولة، لأنها إن خرجت عن الذوق العام فإنها تصبح فلتاناً وتتناقض مع حفظ الذات والاخلاق والمجتمع وإنسانيته .

"وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون "
ألا تعلمون أن المصائب التي تحل بالعباد والبلاد ما هي إلا بسبب ذنوبهم...
فأحذروا من غضب الجبّار... أيها اللبنانيون