الانتخابات البلدية والاختيارية وكوبونات البنزين

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

23-05-2016

الانتخابات البلدية والاختيارية وكوبونات البنزين - بقلم عفيف مكحل

ما زال المجتمع اللبناني كغيره من المجتمعات العربية يحتاج إلى الثقافة الواعية والفكر الجيد لعملية الانتخابات، وما الهدف منها وما أهميتها ؟
ولنأخذ ما حصل في الانتخابات البلدية في جميع أنحاء الجنوب اللبناني يوم الأحد الماضي، حيث أن ثقافة الحشكة" هي التي كانت سائدة، فبما أن العضو المرشح للانتخابات البلدية والاختيارية قريب لي أو صديق أو زميل فلان فأنا مرشحه لا محالة وحتى ان كان جاهلاً لا يفقه شيئاً وحتى ان كان سارق ... لا يهم، وحتى ان كان راشي ... عادي، وحتى ... وحتى...
فكثيرا من مرشحي المجالس البلدية والاختيارية نظرتهم وهدفهم بما يدخل في حسابه نهاية كل شهر مع الاحترام والتقدير للبعض وللأسف هم قلة من يريد ان يقدم شيئا ويبذل جهده ووقته من اجل الارتقاء بالخدمات البلدية ، ولكن الغالبية من المرشحين هدفه لا يخرج عن طلب الوجاهة الاجتماعية أو ما يجنيه من أموال خلال السنوات الست القادمة، وإن نظرت لسيرته وعطاءه في مجتمعه تجده في الغالب سلبي لم يقدم شيئا لبلدته.
شاءت ظروف سفري إلى لبنان لأشهد التحضيرات النهائية للانتخابات البلدية والاختيارية في بلدتي جويا ... وقد سررت جداً بتلك الاجواء الايجابية في عملية الترويج للمرشحين.
كنت سعيداً جداً من زيارة المرشحين لأهالي البلدة وحتى ولو بدون برنامج انتخابي واضح، ولكن أن تكون الزيارة كل ست سنوات فهذا أبدا غير مقبول والناس ليسوا أغبياء .
كنت سعيداً جدا بالوجوه الجديدة التي ترشحت وفازت لأنها فعلاً شخصيات قدمت خدمات لبلدها ولناسها دون أي منصب بلدي أو أختياري، وهي بالفعل تستحق الفوز بكل معنى الكلمة مثل محمد جمال وجمال جشي، وغيرهم.
كنت سعيداً جداً بالوجه النسائي الوحيد مع شعارها الذي احترمه "بنت جويا لكل جويا" وسعدت أكثر لفوزها بالانتخابات ، وأنا على يقين أن العنصر النسائي قادرعلى أن يضيف ما عجز عنه الرجال ... مع احترامنا لهم... وأتمنى لها التوفيق
كنت سعيدا للثقافة العالية عند اهالي البلدة التي لم ترضخ للـ 200 دولار للصوت الواحد ولا لكوبونات البنزين أو الاكراميات وغيرها، وهي الرشوة المغلفة تحتى مسميات مزيفة، من التي وُزعت من قبل بعض المرشحين مما أدى إلى سقوطهم في النهاية، وهو دليل الوعي الانتخابي لأهالي البلدة .
وكنت حزيناً جداً لاستغلال بعض المرشحين حاجة الناس لجلب أصواتهم وحزنت أكثر لانجرار البعض اليهم ليجمعوا زوجاتهم وأبنائهم ويشدوا الرحال إلى بلدتهم لجمع اكبر قدر من الدولارات، وهم بذلك ان كانوا يعلمون أو لا يعلمون ساهموا في خراب البلدة ... لأن المرشح الذي يستغل حاجة الناس للوصول إلى الكرسي البلدي أو الاختياري ... من الطبيعي ليس لديه ما يقدمه لبلده سوى تعويض ما دفعه للناس أضعاف مضاعفة، لأن فاقد الشي لا يعطي.
وفي النهاية أقول لجميع الفائزين ... الف مبروك، ونتمنى أن تقدموا لبلدتكم ما عجز عنه سلفكم" وهنا اتمنى على الفائزين أن تكون أولوياتهم إنشاء مستشفى للبلدة وحتى ان كانت مساهمة من جميع أهل البلدة، لأن أهل جويا يستحقون أن يكون لهم مسشتفى خاص بهم بدل المرمطة في المستشفيات البعيدة، والعمل على تطوير خدماتها من اجل الارتقاء بالخدمات البلدية أسوة بباقي البلدات التي سبقتنا في مراحل عديدة .
وأقول لأهل جويا ... أتمنى أن يكون صوتكم ذهب لمن يستحقه حتى لا تسأل عنه بيوم القيامة لأن صوتكم أمانة عظيمة أمام الله .
وأقول لمن لم يحالفه الحظ ... هاردلك وحاول مرة أخرى
بقلم عفيف مكحل