عاشوراء المواسم - بقلم الشيخ ابراهيم فواز

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

20-09-2016

عاشوراء المواسم - بقلم الشيخ ابراهيم فواز

باسمه تعالى
عاشوراء المواسم
إبتداءً أتمنى القراءة بتدبر ودون التسرع بالحُكم :
1- أذكر أني قرأت في بعض الروايات ما مفاده :
أنه يؤتى بعبدٍ يوم القيامة للحساب فيقول يا رب أجري فإني كنتُ قارئاً للقرآن في الدنيا . فيُقال له إنك كنت تقرأ القرآن ليُقال لك أحسنتَ ، وقد قِيلَ لك ذلك وهذا أجركَ .
2- من جملة ما ورد : أن أعظم الجهاد كلمة حقٍ أمام سلطانٍ جائرٍ . ولو أمعنّا النظر بتجردٍ لوجدَ كلٌ منا نفسه أفجر سلطان جائر .
3- قرأتُ في ما مضى أن بعض مشاهير القُرّاء المصريين كانت تُحتسب أجور قرائتهم للقرآن عبر الإذاعات بمقدار الدقائق التي يتلى بها . فيعود القاريء محملاً بثروات الأجر الجزيل من الممالك والإمارات .
4- مما لا شك فيه أن الأعمال بالنوايا وأن لكلِ إمرءٍ ما نوى وليس لأحدٍ الحُكم على الآخرين بغير الظاهر.
5- في قرانا وبلداتنا شُيّدت المساجد من أيام الإسلام الأولى .
وكان بناؤها من حجارة صخرية تُحمل على الدواب أو على الأكتاف من مسافات بعيدة ، والأكلاف المالية كانت تبرعات من فلاّحين ومزارعين في الغالب. والروّاد المُصلون هم الفقراء عينهم .
6- كانت أسماء المساجد هي نفسها أسماء القُرى أو حاراتها ولم تكن تأخذ أي عنوان جهوي ، وكل فردٍ يعتبر أن هذا المسجد مسجده ومعني بخدمته بلا تكليفٍ من أحدٍ .
7- البكاء حالة إنسانية راقية لأن الدموع لا تنطلق إلا من فكرٍ وألمٍ ويصعبُ تصور دمعٍ من مشاعر زائفة.
8- الإمام الحسين عليه السلام لا يكاد يعرفه من لم يقرأ زيارة وارث . ولو قيل أنه أعاد إحياء الإسلام في نفوس المسلمين لكان القول صادقاً . وأنه لولا صدم نزف دمه الطاهر على أرض كربلاء لما بقي من الإسلام حتى إسمه ، ولو قُريء التاريخ بلا مذهبية لبان لكلِ ناظرٍ ذلكَ .
9- أكثر ما يؤذي ذكرى عاشوراء هو مذهبتها ومن فريقين : - فريق يعتبر أن إحياء الذكرى شأنه المذهبي. – وفريقٌ يعتبر أن مذهبه لا علاقة له بالذكرى .
10- البذل دون أدنى شك هو خير تعبير عن صدق الإدعاء للإنتماء الفكري . لكن البذل دون تصويب المصرف هو أيضاً خيرُ تعبير عن السفَهِ .
11- إن من لم ينظر إلى إحياء ذكرى إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام على أنها أعظم مفاخر التاريخ البشري فإنه يحتاج الكثير من علاج التقويم الفكري والإنساني .
12- أجريتُ مرةً دراسة بدائية لما تبذله بلدة صغيرة سنوياً على ما يُقال أنه مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام فتبيّن لي أن أهالي هذه البلدة يُنفقون ما يُقارب الخمسة عشر ألف دولار سنوياً في هذا المجال. بينما من شبه المستحيل جمع خمسماية دولار لفقراء البلدة نفسها وعلى مدار سنة كاملة ، وبقي من يكذب يكذب ومن يغتاب يغتاب ومن يحقد يحقد ومن يسيء الظن يُسيء الظن .
13- كان فقراء بلداتنا هم من يُحييون مجالس عزاء ذكرى عاشوراء وكانت الطيبة غالبة والصدق والتعاون على البِر والتقوى وحدها التي يشرب الناس من مائها ويزرعون في ترابها .
14- مساجد المسلمين التي تُبنى هذا الزمن إما من تبرعات أغنياء أو من تسوّل البعض من بعض ... وبالطبع يحضر الأغنياء ومتسولوا الوجاهة حفلات إفتتاح المساجد ، وتُهجر بعدها حيث ينتقل كل مصلٍ إلى مسجدِ جماعته .
15- صارت المساجد تُسمى بأسماء الأشخاص والرموز المذهبية .
16- صارت مجالس عاشوراء أيضاً تُقام برعاية التنظيمات والأغنياء ، وينقسم الحضور بحسب التبعية على الخِيم والأمكنة العاشورائية ، وهمُّ كل طرفٍ جمع العدد الأكبر للمباهاة ، حتى أن بعضهم يقوم بإحصاءٍ يومي للعدد .
17- قراءة العزاء ليست عبادة واجبة لذلك يتفق الفقهاء على جواز أخذ الأجر عليها . أما المفارقات المُبكية : - قاريء العزاء حافظ لبعض الموروثات والمنقولات التي لم يثبت صحة الكثير منها .
- قاريء العزاء في الغالب جاهل في العقائد والفُقه ورغم ذلك يتجرأ دون رادع بطرحِ أفكار وأحكام لا شأن للإسلام بها .
- قاريء العزاء يبحث عن قِصصِ مُبكيات ولو من خلال مرويات الأحلام لأشخاصٍ لا أسماء لها ولا عناوين لسردها على منبر الحسين عليه السلام ويُعطيها عنوان القداسة والإعجاز .
- قاريء العزاء ورغم أنه يعتبر إحياء ذكرى عاشوراء موسم المحصول والحصاد المالي الأغنى إلا أنه يتغنى بضمان جنة الخُلد لخدمته الإمام الحسين عليه السلام .
- أجر قاريء العزاء يتفاوت بين منطقةٍ وأخرى ومقريءٍ وآخر . حيث المغمور وفي بلدة صغيرة يكون أجره في عشر ليالٍ بضعة آلافٍ من الدولارات، والآخر المشهور في منطقةٍ حاشدة يصل أجره إلى عشرات الآلاف .
وبما أن متوسط زمن المجلس اليومي نصف ساعة فإن هذا الوقت تتراوح قيمته بين بضعة مئات وبضعة آلاف .
- البذل في أيام عاشوراء وإن كنت أراه من أفضل وأطيب البذل إلا أن عناوينه غالباً تراها غير صحيحة وليست في محلها .
- من أكثر ما يسيء إلى الإسلام وإلى من أراه بذل أطهر الدماء لإعادة تصويب فهم الناس للإسلام أن مواسم إحياء ذكرى الشهادة للحق تنتهي : وأعداد الفقراء في كل بلدة ومنطقة هي نفسها ، المرضى بقوا مرضى ، والمحتاج لثمن الدواء بقي بلا دواء، والممنوع لفقره من دخول المشفى بقي في بيته ينتظر الموت ، والمتوقف إجراء عمله الجراحي على التبرع بوحدة دم بقي نزيفه يتواصل ، و ......
- أخيراً أهم محصول إحياء أشرف وأعظم ذكرى في التاريخ البشري :
- القاريء أخذ محصول سنته
- التنظيمات أخذت من الذكرى المساحة الأوسع لإعادة التحشيد .
- الأغنياء تداوروا الجلوس في المقاعد الأمامية .
- متسولوا الوجاهة أيضاً أخذوا نصيبهم الكافي .
=== وبقي الحسين عليه السلام يصرخ هل من ناصر للحق
هل من يبذل دون أن يطلب الأجر من غير الله
هل من يرى المجروحين ، المكسورين، المحتاجين ، المأسورين ، المظلومين
هل من يبحث عن الحسين في داخل نفسه فلربما عندها تحيا ذكرى الحسين عليه السلام .
والله الموفق والمستعان

التعليقات:

21-09-2016
نعمة فواز:
اتمنا من علمائنا الكرام بعقد لقاء مع الاحزاب المعروفين بقيامهم بذكرى عاشوراء والتنسيق بكل هذه الامور التي عبر عنها مولانا الشيخ لعلا نصل الى خير فائدة ورفع من شئن هذه الذكرى الخالدة ونكون بلفعل عم نخدم الاسلام

21-09-2016
نعمة فواز:
ونكون من المخلصين ل امام الشهداء والمظلومين والله ولي التوفيق

يمكنك التعليق باستخدام حسابك على الفيسبوك: