مريم وماهر - بقلم الزميل علي حويلي

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

11-11-2016

مريم وماهر - بقلم الزميل علي حويلي

السيدة مريم محمد سعيدي ، الصديقة ابنة بلدتي ، المناضلة الكبيرة ، ام المناضل ، ام المفقود ، ام الشهيد ، ام الأسير ، هي ام هؤلاء جميعاً.

لمن لا يعرف مريم (مع حفظ الألقاب) ، مريم هي ام فَقدت ابنها "ماهر قصير" مثال الشباب الوطني اللبناني الذي ترك الغيتار والدربكة والكتاب ، وذهب يقاوم ليبني وطن ، ماهر ذو الخامسة عشر من عمره الذي فقدته والدته في العام ٨٢ في الحرب الأهلية ، حيث كان يقاتل في صفوف الحزب الشيوعي. وقد اظهر حماساً كبيراً عند بدء الإجتياح الإسرائيلي في التصدي له ، وكان اول من يلتحق في كليّة العلوم بهدف ايقاف تقدم القوات الإسرائيلية ، وأثناء المعركة التي حصلت على هذا المحور مع القوات الكتائبية ومع جيش الإحتلال الإسرائيلي كان آخر من اوقف النار بعد نفاذ ذخيرته بإعتراف الكتائب انفسهم ، وفُقد بعد تلك المواجهة بتاريخ ٢٧ حزيران ١٩٨٢. حيث يذكر بأن اسرائيل طلبت يومها من بشير الجميل ان يساعدها بدخول الكلية ، فأدخل عناصر القوات اللبنانية بثياب الجيش اللبناني ، فخُدِع الشيوعيون ، ودارت المعركة الشرسة ، سقط فيها من سقط وفقد فيها من فقد ، وتولت القوات اللبنانية التحقيق مع من بقي حياً في مبنى مهجور خلف الكليّة ، ومن بعدها اصبح "ماهر" في عداد المفقودين.
وقد عُرض فيلم "ليال بلا نوم" للمخرجة إليان الراهب ، يحاكي وجع مريم ووجع كل اهالي المفقودين ، ويحاكي الواقع في ذالك الحين.

مريم امرأة مناضلة بكل ما للكلمة من معنى ، ليست تقليدية بطريقة نضالها من اجل قضيتها ، تدافع عن قضيتها بذكاء وبحب وبإيمان وهذا يعني بأنها صوت كل اهالي المفقودين خاصّة البعض الذين اصبحوا مقعدين اليوم في السرير بسبب كبر سنهم وعدم قدرتهم على النزول للشارع مجدداً من اجل كشف مصير ابنائهم.
وقد تقدموا كلجنة بقانون لمجلس النواب ، والقانون يتضمن كشف مصير المفقودين والمخطوفين والمخفيين قصراً ، وجرم الإخفاء يُعتبر جرم متمادي لا يمر عليه الزمان ، والعفو على من ارتكب الجرم تزوير.. امراء الحرب هم من عفوا عن جرائمهم ودخلوا مجلس النواب.
وتذكر مريم بأنهم كلجنة قد وكّلوا محامين للمستقبل ولكشف المقابر الجماعية.

تطالب مريم بكشف مصير ابنها "ماهر" وكل المفقودين ، ان كانوا احياء فأين هم ، وان استشهدوا تقول "دلّوني عقبر ابني" .
لم ولن تفقد الأمل السيدة مريم ، بل ان ماهر يسكن في احشائها ويرافقها دائماً ، حتى انها التزمت بقصَّة شعرها القصير كـَقصة شعر ماهر ، وقد دخلت الكلية ٣ سنوات وتعلمت الفنون والرسم ورسمت ماهر بأكثر من ١٠٠ لوحة.

تختم السيدة مريم نحن من واجبنا توعية هذا الجيل من الحرب والأخطاء لكي لا يحصل كما حصل ، "تنذكر وما تنعاد" .
وختاماً قالت لي السيدة مريم ، قضيّة ماهر لم ولن تموت لو حتى ماتت مـريـم .

تحيّة لكِ ايتها المناضلة ، تحيّة لصمودكِ ، للأمل ، مهما تكلمنا تبقى قليلة الكلمات بحقكِ سيدتي.

نحن معكِ ، وندعمكِ ، على امل ان يُكشف مصيرهم بإذن الله ، اطال الله في عمرك.

احببت ان ادعمك وَ لو بمقال وهذا اقل شيء سيدتي ، لكِ محبتي واحترامي .

واليكم بالصور اهم انجازات السيدة مريم

تقرير : علي حويلي
#بس_هني_وينن #حقنا_نعرف
Mariam W Maher