من الذاكرة اللبنانية - بقلم الشيخ ابراهيم فواز

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

15-02-2018

من الذاكرة اللبنانية - بقلم الشيخ ابراهيم فواز

من الذاكرة اللبنانية (4) :
أذكر منذ وعيت على السياسة في لبنان ورجالاتها وملحقاتها من المقامات الدينية أني كنت أسمع وما زلتُ مع بعض التغيير الطفيف لإختلاف في الظروف الشعارات والعبارات الجليلة التالية :
- قوة لبنان في ضعفه .
- علاقات لبنان الدولية هي أفضل حماية له .
- الصيغة اللبنانية الفريدة .
- لبنان سويسرا الشرق .
- التفهّم والتفاهم .
- لا غالب ولا مغلوب .
- التعايش الإسلامي المسيحي .
- التعدد الطائفي ثروة يتميز بها لبنان .
- وجود لبنان حاجة للمنطقة .
- الموسم السياحي عصب الاقتصاد اللبناني .
- الدستور والدفاع عن الميثاق والأعراف .
- الإلتزام بتطبيق إتفاق الطائف .
- مقدمة الدستور والتوازن الطائفي .
- لبنان المقيم والمغترب .
= حين أراجع بذاكرتي تصريحات وتعابير الزعامات اللبنانية أكاد أجد كل شيء إلا الوطن والوطنية وإلا الإنسان والإنسانية .
وكنتُ دائم الحيرة والسؤال عن سبب عداء كَهَنَة السياسة للمواطنة والإنسانية ولم أجد جواباً غير أنّهم يتخوفون نهايتهم فيما لو وعى أفراد الشعب وقرروا أن يعيشوا مواطنين بكرامة .
وقد ذكرتُ مراراً أني لم أعد أتحمل بل صرت أمقت حديث كل زعيم سياسي أو مذهبي يتحدث عن حقوق طائفته ونصيبها في الوظائف .
ولا أنكر ابداً إيماني الصريح بأن خطابات حقوق الطوائف هي خطابات خيانة وطنية .
وهذا ما أوصل أبناء كل منطقة إلى تجيير مشاعرهم حصراً في خانة التعاطف الكهنوتي السياسي والديني .
ومن مظاهر البؤس السياسي القذر هو وقوف من يُسمى إصطلاحاً بنائب الأمة للمطالبة بإنماء منطقته الانتخابية.
بل الأقذر مسارعة كل واحد من هؤلاء وحتى حرّاسهم من المتلبسين لبوس الدين إلى تحميل الطوائف الأخرى ومناطقهم أسباب بؤس جماعته وأبناء طائفته .
ومن يوّد رؤية أبشع بشاعات نتاجات هذه الصيغة الفريدة فليستمع إلى كل فرد من قطعان هذا الشعب حين يسأل عند كل حدث وسواءً كان الفعل مُشيناً أم جميلاً :
هل الفاعل من جماعتنا أم لا؟ حتى يُقرر بعدها مسير مشاعره من فرحٍ ومفاخرة أو حزنٍ أو شماتة .
وكثُرٌ الذين يسألونني بعد قراءة كلماتي وماذا بعد ؟ وهل هذا يكفي ؟ وأين الحلول ؟
واجيبُ إختصاراً :
إن لم يقتنع إنسان الوطن أنه ليس نعجةً وأنّ الله خلقه بظهرٍ واقف .
وإن لم تتساعد كل الأيدي في تقديم ما تملك من حجارة صِغَارٍ وتتعاون في رصّها لبناء بيت الوطن الإنساني .
= فعلاً لن تكون هناك حلول وسيتربع كَهَنَة الإسترزاق الطائفي على ظهور الخِراف ما دام زمان ومكان .
=====
وحسبي الله ربي وهو الكافي
إبراهيم فوّاز .