عائلة الحاج

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

25-02-2019

عائلة الحاج

"الحاج" في المفهوم السائد بين الناس تدلّ على من قصد معلمًا دينيًا من المسلمين أو المسيحيين بغية أداء فريضة دينية بقصد النسك والتعبّد، كالبيت الحرام في مدينة مكّة المكرّمة في السعودية أو بيت المقدس في مدينة القدس الفلسطينية على سبيل المثال، وقد جاء في القرآن الكريم "ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً" وفي ذلك دلالة على أنّ الحجّ هو أحد أركان الدين الإسلامي، ومن معانيه أيضًا إشتقّت المحاجة وتدلّ على المجادلة، وورد في كتاب الله أيضًا "ألم ترَ إلى الذي حاج إبراهيم في ربّه".
وإنطلاقًا من هذا التعريف، ومن منطلق حرص الإنسان على التقرّب من الله كان من الطبيعي أن تنتشر كلمة "الحاج" في كلّ بقاع الأرض حتى باتت إسم لقبائل وعشائر وأسر موزّعة في غالبيّة الوطن العربي، وفي لبنان نجد أن آل "الحاج" موزّعون في أكثر من خمسين بلدة، ومن كلّ الطوائف والمذاهب الإسلامية منها والمسيحية، ويصل عدد ناخبي العائلة إلى ما يُقارب العشرين ألفًا على صعيد كلّ لبنان.

ماذا عن شيعة العائلة؟
يتوزّع آل الحاج من الشيعة في الجنوب والضاحية والبقاع وجبل لبنان، وفق الآتي: عرمتى، كفرحونة، ميس الجبل، شحور، قبريخا ومعركة (جنوبًا). والشياح والغبيري والقماطية والجيّة والمغيري والوردانية والنبي يونس (الضاحية وجبل لبنان)، وقلايا ولبايا ومرج الزهور وشمسطار والهرمل ومشغرة وعين بورضاي (البقاع). وعن جذور آل الحاج في الغبيري والشياح، أفادنا الشقيقان مكرم ونظمي أمين الحاج بالآتي: "أصول عائلتنا تعود إلى بلدة بريتال البقاعية وتحديدًا إلى آل اسماعيل، ويُحكى أن جدّنا الأكبر (علي قاسم سليمان آل اسماعيل) كان قد انتقل إلى الغبيري منذ ما يزيد عن 180 سنة إثر قتله لأحد أعيان تلك المنطقة، وفي الضاحية تخلّف بأربعة أولاد هم أحمد ومحمد وقاسم وحسين وهؤلاء الأربعة كانوا بمثابة أجباب للعائلة في الغبيري والشياح، وفي فترة لاحقة إعتمد أحفاد هؤلاء الأربعة تسمية الحاج على هويّاتهم خلال إحصاء الدولة اللبنانية الأول في العام 1932 بعدما كانوا يتسمّون بأسماء الأجداد، وهذا الأمر كان سائدًا في الماضي". وعن أصل التسمية، أضاف الشقيقان "وصلنا من كبار العائلة أن محمد إبن علي قاسم سليمان اسماعيل (تخلّف بـ21 ولدًا) المتزوج من ماريا الصباح إبنة عم المخترع حسن كامل الصباح، كان من كبار التجّار في الضاحية في أواخر القرن التاسع عشر، وكان يشحن بالباخرة الحرير والحمضيات إلى اليمن والسعودية مصطحبًا معه الكثير من أبناء الضاحية وجوارها الراغبين بتأدية مناسك الحجّ حيث ينزلون في ميناء جدّة لتكمل الباخرة إلى اليمن، وفي طريق العودة كان يرجعهم معه إلى لبنان، وعلى ضوء تكرار تلك الرحلات أطلق عليه إسم "الحاج" باعتبار أن باخرته تُرجع الحجّاج إلى ديارهم، علمًاً أن والده كان قد اشترى أراض شاسعة تقع بين سنجقية بيروت وإمارة جبل لبنان من آل أبي اللمع بُعَيد انكسار الحكم الشهابي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ومن البقاع والمغيري إنتقل عدد كبير من أبناء العائلة إلى منطقة الجيّة فتوزّعوا ساحلاً (النبي يونس) وجبلاً (الوردانية) وصولاً إلى الجنوب (عرمتى).

أسماء لا تُنتسى
من أشهر رجالات العائلة على المستوى الشيعي نذكر: النائب السابق عبدالله محمد الحاج (1899 ـ 1975) الذي شغل منصب رئيس ديوان الملك فيصل في بغداد (1928 ـ 1932) المشهور بتواضعه وبلاغته الخطابية، سمّوه بنائب الفقراء وعند وفاته عنونت الصحف "مات عبدالله الكهرباء" من منطلق سعيه إلى مدّ الكهرباء إلى جميع المناطق اللبنانية، ونقرأ في مسيرته النيابية أنّه لكم الشيخ بيار الجميّل تحت قبّة البرلمان، وأخوته: الضابط علي محمد الحاج (أول ضابط شيعي تخرّج في العام 1923 من الكلية الحربية في دمشق إلى جانب فؤاد شهاب وجميل لحود)، المهندس فايز محمد الحاج هاجر باكرًا إلى البرازيل، المحامي جواد محمد الحاج هاجر إلى المكسيك، عباس أمين الحاج (قبضاي المتن الجنوبي الذي تخلّف بـ16 ولدًا) وإبناه المحامي فضل صاحب الصوت الجهوري ومنيف (ضابط سابق في الأمن العام)، القاضي محمود الحاج (أول رئيس بلدية للغبيري)، الدكتور في الإقتصاد صباح عبدالله الحاج، الوجيه أمين أمين الحاج، الصيدلي هاني الحاج، المهندس غسان الحاج، الرياضي ياسر الحاج وشقيقه الدكتور هاني والسيدتان عايدة عبدالله الحاج ومنى عباس الحاج. أمّا من الوردانية، فقد اشتهر القاضي حسن الحاج والشقيقان الطبيبان محمد وابراهيم علي الحاج والكاتب بالعدل علي الحاج والوجيه محمد رضا الحاج ونجله الدكتور رضا إلى جانب نخبة من الحقوقيّين والمهندسين والأطبّاء، منهم: القاضي سميح وشقيقيه كاظم والدكتور ابراهيم وعصام ومحمد ونزار وحسان، ومن الجيّة برز الضابط عبد المطلب الحاج والوجيه ابراهيم الحاج ونجله مصطفى وجميل موسى الحاج، ومن عرمتى برز بهجت الحاج ونجله توفيق وطالب سليم الحاج والمربي عبد العزيز الحاج، ومن كفرحونة محمد حسن الحاج، الأستاذ علي قاسم الحاج ومن المغيرة مدحت الحاج (الضابط في الأمن العام).

مسيحيو آل الحاج
بداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ آل الحاج من المسيحيين في لبنان أكثر عددًا من المسلمين، ربما لأن القدس أقرب إلى لبنان من مكّة المكرّمة، وهم موزّعون على أكثر من 35 قرية في محافظات الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان، ولهم حضورهم الواسع في البلدات الآتية:
ـ قيتولي وحاصبيا ومرجعيون وبرج الملوك والقليعة ووادي التيم وأبل السقي ورميش والحجة وعين عطا والكفير (الجنوب).
ـ ايعال زغرتا، بتدين اللقش، بقعاتا، مار موسى، مار بطرس، وادي بعنقودين، القلمون، قلحات، عين القبو، قتالة، بكفتين، معاد، زغرتا المتاولة، لحفد، دوما، بجّة، شكا، حامات، جورة البلوط والدورة في عكار (الشمال).
ـ تعنايل، بعلول، زحلة والرفيد (البقاع).
ـ الشبانية، بسكنتا، البريج، بيت مري، بحرصاف، دلبتا، المتين، بعبدا، قرنايل، روميه، قرطبا، عاليه وعين الدلب (جبل لبنان).
ويُقال أنّ آل الحاج في زحلة متحدّرون من آل الأشقر، وفي الشبّانية يعود نسبهم إلى آل غصوب، وفي بسكنتا يرجعون إلى بلدة جاج، وقد برزت من العائلة المتواجدة في لبنان منذ أكثر من 500 سنة رجالات في أكثر من ميدان، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
ـ البطريرك يوحنا الحاج، الطبيب يوسف فرنسيس الحاج وميخائيل الحاج وكانوا إعلامًا يُشار إليهم بلبنان في جنوب لبنان (حاصبيا ومرجعيون منذ 250 سنة) وهناك من يقول بأنّهم متحدّرون من دلبتا، وإلى جانبهم الوجيه طنوس جرجس الحاج وحفيده لويس الحاج (رئيس تحرير جريدة النهار السابق) ونجل الأخير الأديب أنسي الحاج، ومن بقاعيي العائلة برز يوسف بك الحاج (عضو مجلس شورى الدولة العثمانية) وشقيقه الصحافي والأديب نجيب، وهناك يوسف الحاج من بحرصاف المشهود له بالفصاحة ونجله الدكتور كمال الحاج والنائب السابق البير الحاج، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأطبّاء والفنّانين والمهندسين ورجال الأعمال نذكر منهم: النحّات حليم الحاج من بجّة، شاهين بك الحاج والوجيه طنوس الحاج وولده موسى "شيخ الصلح" من شكا، عماد الحاج من عاليه، أنطوان الحاج والأستاذ رياض الحاج وسمير الحاج من بيت مري، اللواء الشهيد فرانسوا الحاج ونمر الحاج من رميش، العميد طانيوس الحاج من عين الدلب، شحادة الحاج من مرجعيون (وكيل أراضي الأمراء من آل شهاب).

السنّة من آل الحاج
يتوزّع أبناء العائلة من المسلمين السنّة على البلدات الآتية:
ـ برجا، المغيرية، جب جنين، طرابلس، عانوت وبعاصير. وبرز منها عددًا كبيرًا من الشخصيات، أمثال:
ـ محمد الحاج (مدير عام سابق لوزارة التربية)، حمدي وهشام الحاج من طرابلس، العميد محمد الحاج من عانوت، اللواء أحمد الحاج من بعاصير، عبد اللطيف الحاج وحمد اسماعيل الحاج (شيخا صلح)، اللواء علي صلاح الدين الحاج (مدير عام قوى الأمن الداخلي سابقًا)، الوجيه عبد الغني الحاج ونجله مصباح وجميعهم من برجا ومحمد أحمد الحاج من جب جنين.
صفات وطباع ... ورابطة لم تُبصر النور

تجمع الآراء عند عارفي آل الحاج في لبنان أن معظمهم يتمتّع بحضور متميّز في المجتمع وبطلّة لافتة ونبرة عالية عند التكلّم بالإضافة إلى ضخامة أجسامهم ووجوههم، كما أنّهم من محبّي العلم والريادة في ساحات العمل وخدمة الناس. أمّا في الحديث عن الرابطة العائلية التي يتمنّونها بغالبيتهم فهي لم تبصر النور رسميًا، لكن في كلّ المناسبات العائلية التي يلتقي بها جمع آل الحاج (مسلمون ومسيحيون) يعربون عن ضرورة تشكيلها، وبعد إبداء الرأي وإطلاق الأمنيات يذهب كلّ منهم في طريقه... وإلى مناسبة أخرى لإكمال الحديث من دون أن تبصر الرابطة الموعودة النور حتى يومنا هذا.