بقلم مروان اسكندر حبيب علي جعفر مثال للنجاح والالم على لبنان

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

11-01-2022

بقلم مروان اسكندر حبيب علي جعفر مثال للنجاح والالم على لبنان

حبيب علي جعفر مثال على اللبناني المنتج في الخارج بعد الحصول على تعليم متطور سواء في الجامعة الأميركية، حيث تعرّف على زوجته وهي مثله ابنة الجنوب، أو حيازته الدكتوراه في علوم الصيدلة في الولايات المتحدة.

إنه رجل في أوائل الستينات يظهر أكثر شباباً بسبب محافظته على جسد رياضي بتفادي الإسراف في تناول المأكولات الدسمة وممارسة الرياضة بشكل يومي.

ينتمي حبيب علي جعفر إلى عائلة استطاع تشكيلها وتنمية أعمالها والده علي جعفر الذي بذل جهداً للتخرج بالشهادة الابتدائية وبداية العمل وهو دون الـ18 من العمر في الريجي حيث لقي عناية من مدراء الريجي بسبب ذكائه وانفتاحه على الأفكار وتمكنه من الإلمام بأصول ترتيب العمل، حيث كان طموحاً، ورغم علاقته الطيبة مع رؤسائه شاء الهجرة إلى نيجيريا للعمل. وكان يرغب في التقاعد أوائل السبعينات من عمره بعد تحقيقه نجاحاً في عالم استيراد الألبسة خصوصاً منها الجاهزة بالحرير، وقد شهد تطوير الحرير الصناعي في اليابان، وأحس بأن هذا التوجه لديه أصبح عرضة لمنافسة شرسة فعاد إلى بيروت وانكب على تأمين التعليم لأبنائه الخمسة وصبيتين، وطور علاقات حميمة وصداقات مع فريق من أفضل رجال السياسة، وكان قريباً من المرجع الشيعي المتميز بأخلاقه وعلمه سماحة الشيخ محمد حسين فضل الله، وحينما واجهته المنية قام السيد بواجبات الصلاة على روح الفقيد..

الفقيد والد الدكتور حبيب جعفر الذي كان يدرس في الولايات المتحدة علوم الصيدلة اختار شراء صيدلية واسعة المساحة في منطقة الروشة، وباشرت الصيدلية أعمالها وحققت نتائج مالية جيدة قبل عودة حبيب من الولايات المتحدة الذي أبلغ والده بأنه ينوي السفر إلى نيجيريا ومتابعة مبادرات والده، إضافة إلى إدخال تقنيات جديدة منها صناعة الأنابيب التي تُمكّن من ضخ المياه أو مشتقات النفط، وقد حققت هذه الشركة التي أنشأها حبيب بالتعاون تقنياً مع شركات إيطالية وأخرى ألمانية النجاح.

إضافة إلى إنتاج الأنابيب، والتي ما زالت مستمرة، أنجز منذ وقت قريب معملاً لإنتاج الزيوت النباتية يعتمد على الإنتاج الزراعي في نيجيريا وهو حرص دائماً على حُسن العلاقة مع المسؤولين في مناطق عمله من مختلف أرجاء نيجيريا، ووثق علاقته مع النيجيريين لأنه اعتبر أن نيجيريا هي بلده ومنطقة للأعمال، ولهذا السبب شارك مهاجر من زغرتا صاحب اختصاص في العمل العقاري، وقد حققا ربحاً ملحوظاً من شراء وفرز عقارات وتطوير منطقة سكنية مميزة، وتشاركا في تملك فندق متوسط الحجم قريب من مناطق إنتاج النفط من البحر، وتمكنا من تشغيل الفندق بنجاح وتحقيق ربح جيد.

بالإضافة إلى نجاحه في مجال التصنيع والتطوير العقاري اندفع لتحقيق مشاركات معنوية ومادية مع نيجيريين متميزين كان منهم أول حاكم لبنك نيجيريا المركزي، والذي يتحدث العربية، وقد عمل على تنقية قطاع المصارف بإلغاء وظائف أكثر من 20 مديراً في المصارف الخاصة. وكان الحاكم المميز الذي هو أمير منطقة في الوقت ذاته قد زار لبنان واجتمع بالمسؤولين في البنك المركزي وأقام له حبيب وليمة جمعت كبار رجال المصارف في لبنان مع الضيوف. وشارك حبيب مع كبير المصرفيين النيجيريين في تأسيس ثانوية شارك في مجلس إدارتها.

ويجب أن لا ننسى أن والد حبيب الذي نال القليل من التعليم المدرسي، كان بارعاً في اتقان العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع زملاء له في نيجيريا، وهو حقق ثروة لا باس بها خصها بالعائلة بعد وفاته بإشراف ابنه حبيب الذي قام بالعمل من دون أن يكون ملماً سابقاً بأوضاع والده الإدخارية.

توجهات حبيب للعمل في لبنان دفعته إلى شراء شقة واسعة في منطقة تشرف على البحر جنوب بيروت، أي في الرملة البيضاء وشراء مكتب أنيق في مبنى أنجزه لبنانيون نجحوا في العمل في أبو ظبي، والمكتب يقع مقابل متحف لبنان الوطني، وهو تشارك مع شريكه في تملك فندق في نيجيريا وفي إنجاز منتجع بحري يتمتع بخصائص فريدة، منها أن له واجهة بحرية تتجاوز الألف متر وبضعة شاليهات مميزة بخصائصها المعمارية وجمال هندستها.

وابنته ساره التي درست الهندسة المعمارية في كلية الهندسة في الجامعة الأميركية تابعت دراستها مع أفضل معهد لهذه الدراسات في بريطانيا تأسس من قبل أحد كبار المهندسين البريطانيين من أصحاب الشهرة العالمية، وهي اليوم تُمارس مهنتها من مكتب في اليونان لأنها مقتنعة بأن اليونان مقبلة على نهضة بعد تعثرها المالي وإنقاذها من الإفلاس بضخ أموال من صندوق النقد الدولي، والسوق الأوروبية بلغت 330 مليار يورو.

الرئيسيّةمقالات

مقالات
بقلم مروان اسكندر – حبيب علي جعفر مثال النجاح والألم على لبنان
في يناير 11, 2022
45
شارك المقال
حبيب علي جعفر مثال على اللبناني المنتج في الخارج بعد الحصول على تعليم متطور سواء في الجامعة الأميركية، حيث تعرّف على زوجته وهي مثله ابنة الجنوب، أو حيازته الدكتوراه في علوم الصيدلة في الولايات المتحدة.

إنه رجل في أوائل الستينات يظهر أكثر شباباً بسبب محافظته على جسد رياضي بتفادي الإسراف في تناول المأكولات الدسمة وممارسة الرياضة بشكل يومي.

ينتمي حبيب علي جعفر إلى عائلة استطاع تشكيلها وتنمية أعمالها والده علي جعفر الذي بذل جهداً للتخرج بالشهادة الابتدائية وبداية العمل وهو دون الـ18 من العمر في الريجي حيث لقي عناية من مدراء الريجي بسبب ذكائه وانفتاحه على الأفكار وتمكنه من الإلمام بأصول ترتيب العمل، حيث كان طموحاً، ورغم علاقته الطيبة مع رؤسائه شاء الهجرة إلى نيجيريا للعمل. وكان يرغب في التقاعد أوائل السبعينات من عمره بعد تحقيقه نجاحاً في عالم استيراد الألبسة خصوصاً منها الجاهزة بالحرير، وقد شهد تطوير الحرير الصناعي في اليابان، وأحس بأن هذا التوجه لديه أصبح عرضة لمنافسة شرسة فعاد إلى بيروت وانكب على تأمين التعليم لأبنائه الخمسة وصبيتين، وطور علاقات حميمة وصداقات مع فريق من أفضل رجال السياسة، وكان قريباً من المرجع الشيعي المتميز بأخلاقه وعلمه سماحة الشيخ محمد حسين فضل الله، وحينما واجهته المنية قام السيد بواجبات الصلاة على روح الفقيد..

الفقيد والد الدكتور حبيب جعفر الذي كان يدرس في الولايات المتحدة علوم الصيدلة اختار شراء صيدلية واسعة المساحة في منطقة الروشة، وباشرت الصيدلية أعمالها وحققت نتائج مالية جيدة قبل عودة حبيب من الولايات المتحدة الذي أبلغ والده بأنه ينوي السفر إلى نيجيريا ومتابعة مبادرات والده، إضافة إلى إدخال تقنيات جديدة منها صناعة الأنابيب التي تُمكّن من ضخ المياه أو مشتقات النفط، وقد حققت هذه الشركة التي أنشأها حبيب بالتعاون تقنياً مع شركات إيطالية وأخرى ألمانية النجاح.

إضافة إلى إنتاج الأنابيب، والتي ما زالت مستمرة، أنجز منذ وقت قريب معملاً لإنتاج الزيوت النباتية يعتمد على الإنتاج الزراعي في نيجيريا وهو حرص دائماً على حُسن العلاقة مع المسؤولين في مناطق عمله من مختلف أرجاء نيجيريا، ووثق علاقته مع النيجيريين لأنه اعتبر أن نيجيريا هي بلده ومنطقة للأعمال، ولهذا السبب شارك مهاجر من زغرتا صاحب اختصاص في العمل العقاري، وقد حققا ربحاً ملحوظاً من شراء وفرز عقارات وتطوير منطقة سكنية مميزة، وتشاركا في تملك فندق متوسط الحجم قريب من مناطق إنتاج النفط من البحر، وتمكنا من تشغيل الفندق بنجاح وتحقيق ربح جيد.

بالإضافة إلى نجاحه في مجال التصنيع والتطوير العقاري اندفع لتحقيق مشاركات معنوية ومادية مع نيجيريين متميزين كان منهم أول حاكم لبنك نيجيريا المركزي، والذي يتحدث العربية، وقد عمل على تنقية قطاع المصارف بإلغاء وظائف أكثر من 20 مديراً في المصارف الخاصة. وكان الحاكم المميز الذي هو أمير منطقة في الوقت ذاته قد زار لبنان واجتمع بالمسؤولين في البنك المركزي وأقام له حبيب وليمة جمعت كبار رجال المصارف في لبنان مع الضيوف. وشارك حبيب مع كبير المصرفيين النيجيريين في تأسيس ثانوية شارك في مجلس إدارتها.

ويجب أن لا ننسى أن والد حبيب الذي نال القليل من التعليم المدرسي، كان بارعاً في اتقان العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع زملاء له في نيجيريا، وهو حقق ثروة لا باس بها خصها بالعائلة بعد وفاته بإشراف ابنه حبيب الذي قام بالعمل من دون أن يكون ملماً سابقاً بأوضاع والده الإدخارية.

توجهات حبيب للعمل في لبنان دفعته إلى شراء شقة واسعة في منطقة تشرف على البحر جنوب بيروت، أي في الرملة البيضاء وشراء مكتب أنيق في مبنى أنجزه لبنانيون نجحوا في العمل في أبو ظبي، والمكتب يقع مقابل متحف لبنان الوطني، وهو تشارك مع شريكه في تملك فندق في نيجيريا وفي إنجاز منتجع بحري يتمتع بخصائص فريدة، منها أن له واجهة بحرية تتجاوز الألف متر وبضعة شاليهات مميزة بخصائصها المعمارية وجمال هندستها.

وابنته ساره التي درست الهندسة المعمارية في كلية الهندسة في الجامعة الأميركية تابعت دراستها مع أفضل معهد لهذه الدراسات في بريطانيا تأسس من قبل أحد كبار المهندسين البريطانيين من أصحاب الشهرة العالمية، وهي اليوم تُمارس مهنتها من مكتب في اليونان لأنها مقتنعة بأن اليونان مقبلة على نهضة بعد تعثرها المالي وإنقاذها من الإفلاس بضخ أموال من صندوق النقد الدولي، والسوق الأوروبية بلغت 330 مليار يورو.

توجيه حبيب لدراسة أولاده، أي ابنه باسيل وابنته ساره كان أقل تعقيداً مع باسيل لأنه شاب طموح، وسيم، وذكي ولا يتفاخر بآرائه، وإن كان يتعلق بقناعات اجتماعية، وهو يحمل شهادة الهندسة الميكانيكية من لندن ويتابع حالياً برنامج الماجستير في العلوم المالية وإدارة الشركات في جامعة لندن، وهو اكتسب خبرة بين نيل شهادته في الهندسة وانتسابه الجديد للعلوم المالية، في العمل في جنوب أميركا، والحقيقة أن التعرف إلى باسيل يؤدي إلى الإدراك بأن هذا الشاب صاحب مستقبل لامع لأنه بالغ الإدراك لمجريات العمل الاقتصادي، ولا يخضع للتأثيرات الجماهيرية التي تدعو للانضمام إلى مهنة معينة أو غيرها.

وحيث أن بيت حبيب جعفر هو بيت عطاء واهتمام بالقضايا الثقافية باشرت زوجته دروس الماجستير في علوم الفن في الجامعة الأميركية، علماً أنها من السيدات اللواتي يقبلن على اقتناء الأعمال الفنية لقيمتها المعنوية لا المادية.

إن عدوى العطاء متأصلة لدى عائلة حبيب لجميع أعضائها الأربعة، وهنالك تقارب في الأطباع، سيدة قوية الحجة والموقف، أب حكيم ومستقيم وواسع العطاء سواء للقرية التي ينتمي إليها، أو للمحتاجين للمعونة، وقد اختار في أزمة لبنان مساندة الجامعة الأميركية التي تخرج منها اأصلاً، وإنشاء ملعب رياضي متسع في جويا قريته وتقديم المنح المدرسية لبعض الطلاب والمشاركة في تشجيع كتاب ومؤلفين.

إذا توافرت نجاحات واهتمامات نسبة من المهاجرين بمثال حبيب جعفر لن يواجه لبنان مشاكل في الاستمرار والازدهار وتقارب فئاته جميعاً من دون استثناء ومن دون تغطيات مالية… لكن حبيب والعديد من أصدقائه الناجحين في نيجيريا وجنوب أفريقيا وبعض الدول العربية يعتبرون أن نسق الحكم السائد غير متناسب مع التطورات العالمية على صعيد الإدارة السياسية والتنموية وحقوق الشعوب في التقدم والرخاء، وليت هنالك عشرة آلاف حبيب جعفر يشكلون الغطاء الإنساني والثقافي للبنان.

اجتهاد أهل الجنوب توضح في مسيرة هذه العائلة من أب ناجح محصور العلم بالشهادة الابتدائية مع ثقة بالنفس إلى ابن يحمل الدكتوراه في علم الصيدلة في الولايات المتحدة، فإلى أين نحن سائرون؟