للمصطادين في الماء العكر.. كفى تطاولاً وكذباً على العلامة الخطيب

لتزويدنا بأي خبر، مناسبة، صورة.. أو للتواصل مع
"موقع جويا "أنقر هنا

06-04-2024

للمصطادين في الماء العكر.. كفى تطاولاً وكذباً على العلامة الخطيب

خلال تصفحنا على وسائل التواصل الإجتماعي، وجدنا خبراً مجهول المصدر كالعادة ينال من شخص سماحة العلامة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وذلك تحت عنوان أن سماحته يقوم بسياحة (دينية) في مثل هذه الظروف على نفقة المجلس الشيعي...

في حقيقة الأمر، قصدت كتابة هذه الأسطر نظراً للمضمون (التافه) الذي يحاول البعض من خلاله تشويه سمعة المجلس في تجربة يائسة لتقليب الناس على علمائنا الأفاضل والنيل من كرامة القيادة الشيعية الدينية في لبنان ضمن محاولة عبثية، ليست الأولى ولعلها لن تكون الأخيرة، يقوم بها أشخاصٌ أو مجموعات أو بعض السفارات ربما واستطراداً للنيل من خلال ذلك من المقاومة، وبالتالي لا أرى أن الهدف هو النيل من سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب بشخصه الكريم.

أمام ما تقدم، ونظراً لعدم معرفتي الشخصية بسماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وحيث أنني لم ألتقِ بسماحته سابقاً على الإطلاق، وبات لنا كل الشوق للقائه بعد هذا التجني الواضح والمُدان من كل عاقل،
لذلك، قمنا بإجراء بعض الإتصالات مع بعض الأشخاص الأفاضل من العلماء الذين يعرفون عن كثب سماحة الشيخ علي الخطيب لنكون على علم وبيّنة مع ما يرِد في مثل هذه المقالات (السخيفة) بحق العلامة الخطيب ليس على قاعدة (ليطمئن قلبي) بحيث أننا مطمئنون كل الإطمئنان، ولكن على قاعدة تصويب الوقائع التي يحاول البعض عبثاً تشويهها.

أولاً، إن عنوان السياحة (الدينية) لا يمكن توجيهها لصاحب قامة علمية رفيعة، فسماحته (أي العلامة الشيخ علي الخطيب) يواظب منذ سنوات على التفرّغ للعبادة في الأماكن المقدسة في مدينة قم، وذلك في أواخر أيام شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، شهر العبادة والتعبّد، شهر الله وأيّامه أفضل الأيام، فهو لم يقم بزيارة سياحية إلى أوروبا، أو إلى الأماكن المعروفة عالمياً للتنزّه والتبضّع والجلوس في المقاهي الفاخرة، بل إلى الإنعزال في المقامات الشريفة وإحياء ليالي القدر المباركة، وهي سنّة ليتنا جميعاً نقتدي بها...

ثانياً، إن القول بأن العلامة الخطيب سافر على نفقة المجلس، وبحسب ما تأكدنا منه، فإن ذلك لا يمت إلى ذرة من الحقيقة بصلة، خصوصاً أن المجلس يعاني من الأساس من ضائقة مالية أصابته، شأنه شأن مختلف المؤسسات الرسمية، والتبرعات التي تصل من الخيّرين باتت شحيحة جداً إن لم تكن معدومة نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي بات يُعاني منها الجميع، وبالتالي من المعيب الإنزلاق لمثل هذه الأكاذيب التي وكما أشرنا أعلاه، فإن هدفها هو تقليب الرأي العام على قامات مخلصة ومحترمة لغايات في نفس يعقوب، فقد ورد في سورة البقرة، الآية ٤٢:
بسم الله الرحمٰن الرحيم
"وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ".

أخيراً، أؤكد أننا كنا متردّدين لكتابة هذا المقال، وذلك لعدم إعطاء أهمية لمن يصيغ هذه الإفتراءات في الغرف السوداء (المجهولة المصدر)، ولكن ومن أجل وضع النقاط على الحروف، ومن أجل تحمّل الواجب والمسؤولية الشرعية التي تقع على كل حُرّ في الحفاظ على مكانة العلماء وعدم النيل منهم، خصوصاً لمن يتصدّى لمسؤولية الحفاظ على أمانة الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله) في استمرارية عمل المجلس بكلّ نشاط وفق الأهداف المرسومة له، وهذا ما يحاول جاهداً العلامة الشيخ علي الخطيب في الوصول إليه، هذا الشيخ المجاهد الذي سافر في مقتبل العمر إلى النجف الاشرف ثم قم المقدسة لتحصيل الدراسة الحوزوية، وانتسب لاحقا إلى القضاء الشرعي نظراً لكفاءته العلمية، وإصرار الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رض) لاحقاً في أن يكون عضواً في الهيئة الشرعية في المجلس في تسعينات القرن الماضي، لأنه كان على علم بإخلاصه، وجدارته في تحمّل المسؤولية، كيف لا والجميع يعلم أن إدارة المجلس من قبل سماحته (اي العلامة الشيخ علي الخطيب) هي إدارة فاعلة ونشيطة خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة، ولا يمكننا في هذا الإطار تعداد ما أنجز، ولكن تكفي الإشارة إلى مختلف الأنشطة التي كان لها صدى واسع، ومختلف اللّجان المتخصصة لمواجهة الآفات الخطيرة التي تهدّد مجتمعنا في موضوع حماية وصون الأسرة، ناهيك عن اللقاءات الثقافية الداخلية وغيرها، بحيث لم يشهد المجلس مثل تلك النشاطات سابقاً، ولهذا فإن الشجرة المثمرة دائماً ما تُرمى بالحجارة..

لذلك، علينا جميعاً ان نقف سداً منيعاً لإيقاف أي محاولة للمسّ بعلمائنا، خصوصاً أن ربّنا جلّ جلاله يرى أفعالنا جميعاً...
بسم الله الرحمٰن الرحيم
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"...
سورة التوبة، الآية ١٠٥

والحمد لله رب العالمين.

الشيخ إسحاق نور الدين